عندما تدع عقلك يفوز في المعركة ضد قلبك مرة تلو الأخرى، يمكنك أن تبدأ في إغلاق نفسك أمام كل أحلامك.
تنظر إلى مكانك في الحياة ذات يوم وتدرك أن الحياة التي تعيشها ليست الحياة التي كنت تحلم بها لنفسك بالضرورة.
ثم، تخيفك فكرة أن تصبح الشخص الذي تخيلت نفسك أن تكونه.
تبدأ في إدراك أنك كنت تتخذ قرارًا عقلانيًا تلو الآخر يأخذك إلى حيث تعتقد أنك يجب أن تكون، بدلًا من أن تعيش اللحظة وتستمع إلى قلبك وأسمى ما في نفسك.
لكن لماذا؟ لماذا تسكت قلبك؟ ما الذي تهرب منه؟
تلجأ إلى آليات التأقلم التي يمكن أن تشمل أي شيء من الإنفاق المفرط، وشرب الكحول، والانشغال عن العمل، والإلهاء، وأي ملهيات، والمخدرات. سمِّ ما شئت!
ولكن، ما الذي تحاولين تخديره؟ ما الذي تشغل نفسك عنه؟
مشاعرك الخاصة؟ أن تجلس في صمت وتعترف بأنك لست سعيدًا كما كنت تريد أن تكون في هذه المرحلة من حياتك... الوظيفة، العلاقة، الأطفال، موقعك.
ولكن، لماذا الجري؟
لأنك قلق من أنك لا تستطيع أن تكون ذلك الشخص؟
الشخص الذي تعرف في أعماقك أنك أنت؟
لأنك كنت خائفاً من خذلان الناس في حياتك؟
أن تخذل نفسك؟
الخوف المكبّل الذي يعيقك ويجعلك تشعر بأنك لا تستطيع أن تتقدم وتخطو إلى نفسك...
لماذا لا تشعر بأنك لست جيداً بما فيه الكفاية كما أنت؟
لطالما كنت كذلك.
لطالما كنت جيداً بما فيه الكفاية!
أكثر من كافٍ. ربما اتخذت بعض الخيارات التي لم تكن تتماشى مع هويتك الحقيقية وخرجت عن المسار الصحيح قليلاً... لا بأس بذلك. هذا يحدث.
لذا ابدأ!
ابدأ في اتخاذ تلك الخيارات الصغيرة التي ترفع من اهتزازاتك إلى أعلى وأفضل ما لديك.
نعم، الأمر صعب. نعم، يمكن أن يكون مؤلماً للغاية.
ولكن عليك أن تسأل نفسك الأسئلة الصعبة. تلك التي تكاد تشعرين بالحرج من الاعتراف بها تتراقص في ذهنك.
لماذا أتصرف هكذا؟
هل أريد أن أكون هذا الشخص؟
لماذا أكذب على نفسي؟
لماذا أكذب على الآخرين؟
ما هي السلوكيات السامة التي أكررها؟
لماذا أكررها وأنا أعلم أن سعادتي لا تكمن في القيام بها؟
هل تعلمت ذلك من تجربة مؤلمة في حياتي؟
هل هو شيء متجذر في طفولتي؟
وهل هو سلوك مكتسب طورته "لحماية" نفسي؟ لحماية قلبي؟ لاستقراري؟ أماني؟
اطرح الأسئلة.
توقف عن الجري.
كن شجاعاً. كن شجاعاً.
حتى لو قمت بأصغر خطوة نحو العيش كأفضل نسخة من نفسك، فهذا تقدم في الاتجاه الصحيح.
خذ الوقت الكافي لفهم نفسك.
واجه مخاوفك أمامك. تقدمي ادخل إلى نفسك.